أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
سنتحدث في هذا المقال عن موضوع مؤلم جدا ولا يخلو من الغرابة كونه يخص فئة من الأمهات اللواتي رغم قلتهن إلا إنهن يؤثرن تأثيرا سلبيا في حياة أبناءهن وهن الأمهات ذوات الشخصية السامة كما تم تسميتهن من قبل علماء النفس ،
فهن ورغم أن الله عز وجل أوصانا بأمهاتنا لأن حبهن لنا فطري ونحن من خرج من بطونهن و هن من يتحملن عناء الحمل والولادة والتربية والاهتمام بإبناءهن حتى يكبروا والهدف هو ان ينمو ويعيش ولدها ولا تشعر بحمله الثقيل لإن حبها له سامي ونابع من صدق المشاعر أما إهتمام الاولاد بامهم نابع من ضمير حي ورغبة بإرضاء الله عز وجل لذلك نجد ان الله عز وجل اوصى الام بالأولاد في ايات محدودة ونادرة لكن أوصى الإنسان بوالدته في مواضع عدة ضمن آيات القرآن الكريم ،
لكن للأسف نجد البعض من الامهات يستغلن أهمية وجودهن في حياة الأبناء فيمارسن السيطرة والأذى المقصود او غير المقصود ،فبعد ان قمنا بإستطلاع سري في كثير من العوائل وجدنا حالات محزنة جدا فمثلا إحدى الأخوات تقول إنها وبسبب والدتها تغير مجرى حياتها تماما لأن والدتها كانت دوما تشعرها بالذنب بدون سبب حقيقي وتفتعل معها المشاكل مما سبب لها مشاكل نفسية كبيرة وظلت تعاني منها منذ الطفولة الى يومنا هذا وأضافت إنها تركت المدينة التي تعيش بها والدتها ولو كان بإمكانها مغادرة الدولة التي تسكن فيها أمها لفعلت بحسب كلامها ،
فيما أشارت أخرى إنها بالفعل تزوجت من إنسان لا تحبه من اجل الهروب من والدتها ولكي تبتعد أكبر مسافة ممكنة عنها سافرت مع زوجها الى دولة ثانية لكنها لم تنجو من مضايقات والدتها التليفونية وإفتعالها للمشاكل الدائمة لإسباب تافهة ومفتعلة وبذلك تسمم حياتها تماما وتجعلها تبكي وتجلد نفسها لأيام طويلة ،
فيما أضاف أشخاص آخرين نساء ورجال إن أمهاتهم تسببن بعقد ومشاكل نفسية جمة لهم بسبب اختلاق المشاكل لان شخصياتهن سامة وعدائية لدرجة إنه أشارت سيدة منهم أن والدتها تهاجمها بشكل متكرر وتؤذيها ومن ثم تزعل معها شهور طويلة ثم تعود لأيام قلائل وتكرر نفس الشئ حتى رحلت الى جوار ربها ،
فيما قالت سيدة اخرى إنها وفي بداية حياتها كانت تحب شخصا ما وهو يبادلها الشعور نفسه وبعدها تقدم لخطبتها وتمت بالفعل الخطوبة لكن وبعد أيام ذهبت والدتها الى بيت خطيبها وتحدثت مع أهله وبعدها إنسحب ذلك الرجل تماما وأغلق كل هواتفه وحظرها من كل التطبيقات وعندما ذهبت الى بيته لتفهم ما يحدث طردها هو وأهله ولم تعرف ماذا قالت امها لهم ؟ولماذا وقفت بطريق سعادتها ؟
وهناك من قال ان والدته سحبت اوراقه بعدما قدم على الدراسة التي يحب وقامت بتقديمها الى دراسة اخرى يكرهها فدمرت مستقبله ، وهناك من الفتيات أكدن إن امهن تغار منهن وتقوم بتشويه صورتهن أمام والدهن حتى لا يدللهن ولا يهتم بهن للأسف ، فيما وضح آخرين ان امهم لاغية شخصياتهم تماما وهي التي تفكر بالنيابة عنهم بحيث اصبحوا بلا مواهب ولا اصدقاء ولا خصوصية ، وأشار اخرون الى ان امهم طوال حياتها كانت تفضل احد أبناءها او بناتها كونه متملق فيما أكد اخرون على قسوة امهم بالضرب الذي تسبب لهم بمشاكل صحية عديدة ووو ،
وهناك العديد من الحالات المؤلمة المشابهة والأسباب عدة
وهي اما ان تكون الأم تعاني من أمراض نفسية او قد تكون قد تعرضت لضغوط كبيرة تفوق قدرتها وطاقتها التحملية في مرحلة معينة من حياتها أو إنها عانت من ام سامة أيضا اوقد يعود السبب الى صراع الأجيال أي إنها أكبر من أولادها بكثير وتريد ان تملي أفكارها ومعتقداتها التي تربت هي عليها بالقوة على اولادها او لأنها شخصية حقودة وغيورة او غير متصالحة مع ذاتها او انانية ومصلحتها فوق الجميع حتى اولادها ،او مغرورة تريدهم ينساقون لتعليماتها واوامرها وعندما يرفضون تدمرهم نفسيا بطرق مختلفة ومؤلمة ،اما الحل لذلك فهو ان يختار الرجل إمرأة سوية وأن يعرفها جيدا قبل الزواج اي أن تكون هناك فترة للتعارف والخطوبة قبل ان يتزوجها ويحاول فهمها والتركيز على تصرفاتها وكلامها وهل هي شخصية عدائية كي لا يقع أولادها فيما بعد ضحية لها وأن يختار المرأة المتفهمة العاقلة وهنا المقصود ليس شرطا الدارسة او من تملك شهادة جامعية مثلا بل من تملك شهادة كبيرة بمدرسة الحياة ،وأن يختارها حنونة محبة طيبة كي تعامل أولادها معاملة سوية وتربيهم على القيم والحب وعلى الأهل كذلك تربية بناتهم تربية جيدة و أن يعلمونهن على العين المليانة والإيمان بالله وكسب رضاه والعطف على كل من حولهن لكي تقل نسبة عدد الامهات السامات بالمجتمع من اجل ان يحظى المجتمع برجال ونساء أسوياء ومحبين.
شاهد أيضاً
دعامات القيادة بقلم محمد تقي الدين
دعامات القيادة بقلم محمد تقي الدين القيادة درب العظماء يسعى إليها كل عظيم لكن هيهات …