أسد ولا كل الأسود
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
__أسد إستثنائي بكل المقاييس
__ عمر إبن الخطاب أمير المؤمنين الملهم
__عمر إبن الخطاب أمير المؤمنين الذي تبقى شهادة قلمي فيه مجروحة
__عمر إبن الخطاب ذالك الامير الفريد الدي لن يتكرر في التاريخ
__إدن كيف ملك القلوب قبل الرقاب وكيف حكم ربع مساحة العالم
__عن أزمة الرجال أتحدث
__عن سؤال الأحقية أتكلم
__تسألونني عن السعادة وعن نبعها ومنبعها ومصدرها وانا ساخبركم في مستهل وفي بداية هدا الموضوع فياأخي فإنه يجب عليك ان تعلم أن السعادة وكل السعادة تكمن في القرب وفي الدنو والتزلف والحنو من الله ودالك بإتباع أوامره وإجتناب نواهيه ومادون دالك فهو محض هراء وخرافة وتفاهة فلاسعادة إلا بالله ومع الله وبمعية الله ومادون دالك فهو دحض مزلة وخيبة شهوة وعبور نزوة ومن اكبر أشكال السعادة التي من الله بها علي الإنسان هو في جعله وفي خلقه إنسان وليس بحيوان وفوق كل هذا من عليه وانعم عليه بأن خلقه الله علي الفطرة القويمة السليمة التي فطر الله الناس عليها إدن خلق الانسان في سعادة والدي هو أيضا ربما لايعرفها ولا يقدرها حق قدرها خلقه الله ووضعه وسط دائرة كبري ممتدة عبر الزمان والمكان في حيز وفي نطاق زمني محدد ومعين من لدن أدم إلي أن تقوم الساعة ومن البداية في الخلق والخليقة إلي النهاية في الفثن والملاحم التي ستعرفها هاته الحياة الدنيا الدنية خلقه وتركه يقوم بدوره وبمسؤوليته التي خلق من أجلها وهي عبادته وحده ولاشيئ غير دالك ومن نحا وتماطل وتجاوز وغفل عن هاته المهمة وعن هدا الهدف المسطر والمقصود من إيجاده فالحساب والعقاب في إنتضاره طال مكثه في دنياه أم قصر والدنيا دار عمل ولا حساب والآخرة دار حساب ولاعمل في المنتهي والاخير لكن هناك من الأشخاص المختارين والمجتبين والمصطفين تضيق بهم هاته الدائرة الضيقة وتصغر وينتقلون مجبرين وليس مختارين من أطراف دائرة السعادة الكبرى إلي مركز تلك الدائرة وإلي منبعها ونبعها الصافي فأنا هنا أتحدث عن الإكراه وعن الإجبار علي الإرتماء في السعادة وليس هناك مجال أو حيز أو مساحة إختيار فيااخي الفاضل العزيز عليك ان تركز معي هنا جيدا لكي اضعك في الصورة وفي الصميم ولكي تستطيع الربط مابين ماقلته وماسأقوله وعلاقته الضمنية والجوهرية مع موضوعنا الدي نحن نتحدث ونتكلم عنه فيااخي العزيز هناك إنسان نبيل فاضل طيب خلقه الله سعيدا وفطره علي الإسلام وهو فوق كل هدا هو إنسان مجتبي ومختار له أن يكون له شأن عضيم ومستقبل سعيد كان يحيا و يعيش في حياة ووسط مجتمع جاهلي لحكمة يعلمها الله ويعلم ماوراء تلك المعيشة وتلك الحياة ربما هي حياة إعداد وتجهيز لما بعدها والله اعلم قلت كان يحيا في تلك الجاهلية الجهلاء ومع دالك كان سعيدا وكريما وعزيزا وصل به قطار الحياة إلي مرحلة من العمر والحياة إلي لحضة شاء الله واراد له أن ينتقل من سعادة مادية وشكلية ولاقيمة لها إلي سعادة أكبر وسعادة حقيقية لاغبار عليها سعادة تربطه بربه بعروة لاإنفصام ولا إنفكاك لها هاته السعادة القيمية والمعنوية كانت عندما من الله عليه بالإسلام ودخل بدالك في دين الله وفي الإسلام وإلي التاريخ من أوسع أبوابه وخلده وخلد دكره ودكراه ولن ينمحي دكره إلي أن تقوم الساعة لاياإخواني الامر هنا لم يتوقف بعد فطريق السعادة بالنسبة لهادا الرجل العضيم النبيل الهمام لازال في بدايته فدخوله للإسلام ليس سوي البداية المنطلقية الحقيقية لتلك السعادة فبمجرد إسلامه بدأت تتلاحق عليه الإشارات والأحداث والوقائع والممهدات التي ستجعل منه عضوا وفاعلا نشيطا ليس في السعادة الإنسانية فحسب بل ومؤثرا وصانعا ومساهما فيها أيضا ومن مرتكزاتها واساسياتها تلك السعادة الحقيقية والجوهرية لمن كان واراد ان يكون سعيدا حقا وحقيقة قلت من الله عليه بالإسلام فتلك سعادة إدن ومن بعد اتت سعادة أخري اكبر وأعضم والتي هي لقياه ولقائه بسيد البشرية والخلق علي الإطلاق وهو لقاؤه برسول الله صل الله عليه وسلم ومبايعته له وبدالك دخل إلي رحاب وإلي مدار المعني المفاهيمي والشرعي لمصطلح الصحابة ودخل إلي مجموعة ونخبة 124000من مجتمع الصحابة الدين يعدون وزراء ورفقاء ومقربين لسيد البشرية محمد رسول الله صل الله عليه وسلم واحب خلق الله إليه علي الإطلاق ويالها من سعادة بل الامر لم يتوقف هنا عند هدا الحد بالنسبة لهدا الرجل الشهم الهمام بل تعداه وتجاوزه بحيث وصل إلي مركز السعادة المرجوة والمبتغاة والمشتهاة من طرف أي إنسان علي وجه هاته الارض الا وهي مصاهرة رسول الله صل الله عليه وسلم فرجلنا هدا صار إدن في بوثقة وفي أثون وفي مركز السعادة التي يحلم بها اي شخص واي إنسان ودالك بأن صار من انساب ومن أل بيت رسول الله فاي سعادة هاته واي كرم هدا إدن لا لا فالامر لم يتوقف بعد فهدا الرجل لم ينل هدا الشئ هكدا ولم يحضي بهاته المزايا والمكرمات هكدا عبثا أو صدفة لا بل أتي إليه عن طريق صدقه وامانته وأخلاقه السامية والعالية واتي إنطلاقا من حبه الجارف والشديد لله ولدينه ولرسوله وهدا الحب وهدا الصدق وهاته الاخلاق العالية مكنته وبوئته مكانة سامية بأن جعلته أصبح احد صاحبي رسول الله الإثتين الدين لاثالث لهما وجعلته من بين العشرة المبشرين بالجنة وهم أحياء علي الارض يرزقون بل وجعلت وياللعجب وياللغرابة جعلت الشيطان عدو الله والبشرية يخاف منه ويهابه فأي كرامة وأي سعادة هاته التي هو فيها بل الامر تعدي وتخطي هاته المسائل والامور بان أصبح بعد وفاة رسول الله صل الله عليه وسلم ثاني خليفة للمسلمين واول أمير للمؤمنين علي وجه الارض وفي التاريخ الدي يستحق دالك النعث وتلك الصفة ومادونه ليس سوي عالة و عيال ومتطاول عليها فهل عرفتم من هدا الرجل المتحدث والمتكلم عنه ياسادة :!!!؟؟
__إنه عمر أبن الخطاب وماادراك ماعمر إبن الخطاب الفاروق والملهم والمحدث وصاحب الفراسة والإلهام العالي :
__إدن : كيف كان حكمه وكيف أقام العدل والقسطاس :
__في أحد الأيام سألني صديق لي وخاطبني وحدثني وقال لي أنت تكلمت عن هدا الواقع وفي هدا الحال المتلاطمة أمواجه والمصطكة جنباته وتبحرت وأرغدت وأزبدت كما لو أنك الكواكبي زمانك إذا فماهو الحل في نضرك ومن وجهة رأيك لكل هدا الدي دكرت وأسلفت فأجبته بالجواب العفوي والبسيط والدي يعرفه كل الخلق ولكنهم مع كامل الأسي والأسف يزدرونه ويحتقرونه ولايهتمون به ولايحفلون بل يستهزؤون به لغلبة الكفر ومنهاج الكفر عليهم من أمثلة وشواهد الغرب الناجحة ضاهرا الفاسدة باطنا والتي يضنون أنها الحل وأنها الدواء الشافي لكل منغصاتهم ومشاكلهم الدينية والدنيوية قلت له أن الحل يكمن فينا فلايغير الله مابقوم حتي يغيروا مابأنفسهم قلت له يجب أن ننطلق من أنفسنا ومن داتنا ونصنع حلنا بأيدينا وبسواعدنا فكفانا كفانا إستيرادا لكل ماهو أجنبي سواء كان صالحا أو غير صالح قلت له كفي وكفي فقد تعبنا ومللنا من أن نكون دائما فئران تجارب فنحن لسنا أمة عاقرة بل نحن أمة ولادة ونجابة للخيرات والمقدرات والطاقات والأفكار بل نحن في بعض الأحيان نهينها ونحتقرها ونقوم بتغليفها وتصديرها هي كدالك إلي الخارج كما نصدر الفواكه والخضروات قلت له يجب الإنكفاء علي الدات وإصلاحها من الداخل فلن ينصلح حالنا سوى بأيدينا وسواعدنا قلت له يجب أن نخوض معركتنا بشجاعة وبجسارة وبجرأة بل ويجب علينا الإنتصار فيها قلت له الحل وبالمختصر الأفيد والمفيد يكمن ويقع ويقبع بين ضهرانينا يقبع في ذيننا الإسلامي الدي لاتجد له في الواقع الحالي والراهن مطبقا ومنفدا ومنزلا فنحن دائما وعلي مدي عهود وعصور متطاولة ومتعددة التي إنصرمة والتي ليست بالقليلة وليست باليسيرة في عمر الدهر والزمان قلت نحن دائما كانت ولازالت مشكلتنا وأزمتنا هي مشكلة وأزمة قدوة وقادة وقيادة فنحن نعيش ونحيا في منطقة تعاني من شح صارخ فاضح بل نعيش في ندرة وفي صحراء مقفرة من القادة والقدوة والقيادة فأنت إدا أشحت بنضرك وببصرك يمنة ويسرة في هذا العالم الإسلامي من هناك من أقاصي إندونيسيا شرقا إلي هدا الغرب الإسلامي غربا فهل بربك تجد أحدا في كل هدا الكم الهائل والغفير من الحكام والرؤساء والأمراء من يستحق وتكمن وتتجلي فيه الشروط والمقومات الكفيلة بتسلم مشعل قيادة هدا العالم الإسلامي المترامي والمتباعد النجود والأطراف فللأسف المقيث والشديد لايوجد البثة فقال لي مخاطبي ومحدثي مرة أخري متسائلا مجددا فقال إمنحني مثالا تراه أنت ويحضر في دهنك وخلدك عن قائد مثالي قاد وأدار دواليب الحكم الإسلامي بجدارة وإستحقاق فقلت له مجيبا مرة اخرى لايحضرني بعد مثال رسول الله صل الله عليه وسلم أي مثال ولست معجبا بأي شاهد ولابأي قائد في هدا العصر وفي هدا الزمان غير أنني معجب إعجابا إستثنائيا وإنفراديا قلت معجب حد الإسراف وحد الإسفاف وحد الثخمة والجنون بدالك المثال وبتلك الهامة وبتلك الفلتة من فلثات الزمان والتي ليست سوى دالك الرجل ودالك البطل ودالك الجبل ودالك العلم الهمام والدي ليس سوي عمر إبن الخطاب وماأدراك ماعمر ومن لي بعمر رضي الله عنه في هذا الوقت والأوان والدي رضي الله عنه وأرضاه فجزاه الله عنا خيرا وعن جميع المسلمين قلت حضرني و حضرتني سيرته وطريقته ونهجه ومنهاجه في الحكم وفثرة حكمه الذهبية والذي أنا معجب به كمتخصص وكباحث دارس إعجابا لاحدود ولاحد له فسألني مخاطبي مجددا فكيف حكم هدا العمر الدي أنت عاجب ومتعجب ومفتثن به قلت له بل كيف حكم وكيف أحكم قبضته الشرعية والإسلامية والمنهجية علي كل هدا العالم الإسلامي المترامي الأطراف بقبضة من حديد لاتكل ولا تلين بل والدهشة والغرابة وقمة التعجب ستصيب الإنسان في مقتل فبالرغم كل هاته المسؤوليات وكل هاته التكاليف التي كان مكبلا ورازحا تحتها رضي الله عنه كان ينام ويطمئن في نومه كما قالها وشهد له بها الأعداء قبل الأصدقاء عندما قال له رسول قيصر عندما شاهده نائما ومضطجعا تحت الشجرة فقال له (حكمت فعدلت فنمت فإطمئننت) فكيف يمكن حل هدا السر وفك هدا اللغز المحير إدن? فرجل يحكم ويتحكم في ربع مساحة العالم أنداك وهو قابع وقاطن في المدينة المنورة بل وينام مطمئنا فأي خبل وأي حمق وجنون هدا الدي أتحدث وأتكلم عنه قمت كماهي عادتي وكما هي سيرتي قمت وأجريت بحثا معمقا ودقيقا لعلي أجد وأقع على الجواب والحل لما أنا تائه وحائر فيه فبعد تقص وبعد بحث عميق وبعد سؤال ومسائلة أصحاب الشأن والإختصاص وإسئلو أهل الدكر إن كنتم لاتعلمون توصلت ووجدت أن حكمة وروعة عمر وعضمة عمر كما هي دائما تبرز وتضهر دائما في أشياء يفعلها ولم يفعلها سابقوه وأعجز بها من جاء وأتي من بعده فعمر وكما هو معروف ومتعارف عليه إستلم الخلافة و المشعل والأمر من بعد صديق الأمة أبو بكر الصديق رضي الله عنه و عمر إبن الخطاب وماأدراك ماعمر كانت معركته قائمة ومنصبة على نشر الدين وإقامة العدل بين المسلمين بل ما بين المسلمين والكافرين أيضا فدامة خلافته وطالت وإستطالت مقارنة مع سلفه فأقام العدل والعدل في عهده سار مدرسة تدرس إلي يوم الدين هدا وعدالة عمر أشهر من نار علي علم ولايشق في شأنها غبار وقام كدالك بالفتوحات وبالغزوات حتي بلغت جيوشه منطقة كاشاغر هناك عند أطراف وأصقاع الصين هذا شرقا أما غربا فنهايتها لم تتوقف إلا عند أمواج ومياه البحر المحيط في المغرب الأقصى فعاشت الإنسانية في ضله وفي كنفه أفضل وأسعد سني حياتها وأجمل عهودها وعصرها الذهبي بذون شك وبذون إرتياب علي الإدراك و الإطلاق فكانت أيامه مليئة حد الثخمة بالأفراح والمسرات والعطائات والإنجازات والنجاحات في شتى مناحي الحياة فحكم فيها فعدل ونام وإطمئن فعمر وخريطة عمر للعالم الإسلامي كانت مقسمة ومجزئة إلي مناطق وجهات فلم يكن عمر رضي الله عنه يحكم كل هاته المناطق بنفس الفكر وبنفس القبضة ولابنفس ّالروح فالعالم الإسلامي قسمه عمر إلي أماكن وأنحاء وراعي في حكمه هدا خصائص ومميزات كل منطقة وكل نجد وكل نطاق فهناك منطقة الشام لوحدها وهناك منطقة أوبلاد مصر وهناك بلاد مابين النهرين والرافذين والتي هي عراق اليوم وهناك منطقة اليمن في الجنوب وهناك مناطق الحجاز مكة والمدينة والطائف كل واحدة تعتبر منطقة منعزلة ومستقلة عن أختها وقائمة الدات وفوق كل هدا فعمر رضي الله عنه في حكم هاته المناطق أحاط نفسه بالرجال ومن هؤلاء الرجال ولروعة الأمر والموقف فمن يكونون إدن وياللعجب فهم ليسوا سوى صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم خريجوا المدرسة المحمدية علي صاحبها أفضل الصلاة والسلام فمن كان أستاده محمد رسول الله فكيف ياتراه سيكون فتمعن معي جيدا ياأخي وضع نفسك أو دعني أضعك في الصورة وداخل الإطار لكي تكتمل عندك إن كان بها نقص لنبدأ إدن ففي أقصي الشرق من جزيرة العرب والتي كانت هي مركز ومحور العالم في دالك الوقت والحين قلت ففي أقصي شرق جزيرة العرب في بلاد البحرين كان هناك أسد نصبه وعينه عمر إسمه عبد الرحمان إبن صخر الدوسي الملقب بأبو هريرة وفي الشام في شمال الجزيرة العربية كان هناك أسد أخر أشد فتكا و ضراوة نصبه وعينه هناك عمر فمن يكون إدا سوي أمين الأمة النبيل الجميل أبوعبيدة إبن الجراح رضي الله عنه أما في الغرب من الجزيرة العربية فقد قام عمر هناك بتعيين أسد أخر أشد فتكا وضراوة من سابقيه فمن يكون ياتراه سوى داهية الإسلام عمرو إبن العاص رضي الله عنه وأرضاه أما في بلاد اليمن في الجنوب من الجزيرة العربية فإن عمر قام هناك بتعيين وتنصيب ليث همام مغوار أخر والذي ماهو سوى يعلى إبن أمية الأموي رضي الله عنه أمابقية الولاة العمريون المعينون في باقي المناطق والنجود فهم علي سبيل المثال لا الحصر فهناك شراحيل إبن حسنة رضي الله عنه في بلاد الأردن وهناك العلاء إبن الحضرمي رضي الله عنه في العرقان والدان ماهما سوى البصرة والكوفة أمافي مايخص باقي بلاد العراق فإنها كانت من نصيب أبوموسي الأشعري رضي الله عنه في التنصيب والتعيين وأبو موسى وماأدراك ماأبوموسي فمن لي بأبوموسي في جهاده وفي فقهه وفي ورعه وفي ثقواه فأبوموسي هدا هو من عرف عنه أنه هو من كان يفحم عمر دائما في المسائل الفقهية فهؤلاء الرجال الدين دكرنا وأسلافنا والدين أحاط بهم نفسه عمر هؤلاء الرجال الصحابة العضام لم يعينهم عمر بمحض الصدفة ولا لأنهم أقاربه أو أصفيائه أو نزلوا عليه من السماء أو أنه عينهم هكذا وتركهم أو أنه عينهم وقال في نفسه أنا عينتهم فلأتركهم فهم صحابة رسول الله لا لا فعمر كان دائما يبكي ويتحسس وله إستشعار عالي منقطع النظير والمثال بالمسؤولية وروح المسؤولية المثقل بها والملقاة علي عاتقه فمع دالك كان يقوم من حين لأخر بزيارات مكوكية دورية لولاته وعماله يمحصهم يدققهم يجلد دواتهم يختبرهم إختبارا أشد من إختباره لرعيته لأنه يعلم أن في صلاحهم يكمن ويتجلي صلاح الرعية فمن زاغ وإنحرف فمصيره معلوم محسوم فإدا وبناء على ماتقدم والحالة هاته فإذا كان عمر أحاط نفسه بكل هؤلاء الرجال والليوث الأشاوس فكيف لاينام بل ينام ويغط في النوم العميق لماذا لأن أبوهريرة وأبوعبيدة وشراحيل إبن حسنة والعلاء إبن الحضرمي كل هؤلاء الولاة والعمال الصالحين والمصلحين في الدمة يسدون الخلل ويملؤون الفراغ وينوبون عنه أحسن وأكمل وأتم نيابة فكما هو معروف ومعلوم فصلاح السلطان يكمن في صلاح بطانته وحاشيته فإن صلحت البطانة صلح الحاكم وإن صلح الحاكم صلحت بالتالي الرعية فشيء له علاقة بشيء أما في هدا الزمان فأفسد المفسدين علي وجه الارض هم من تجدهم يحيطون بالحاكم والسلطان فكيف ينصلح بل وكيف ستنصلح رعيته فبناء على هدا الدي دكرت وأسلفت فهل لازلنا مسلمين كما نذعي ونزعم ونحن حطمنا له الأركان ونسفنا فيه المبادئ والقيم والمثل وأحلنا الأخلاق فيه إلي الإستقالة وإلي التقاعد القسري فعن أي إسلام نتحدث ونهذي ونتكلم ونحن في واد وهو في واد أخر فلو أتي إلينا فقط أحد ما من صغار تابعي التابعين ونضر إلينا وإلي حالنا لإشتعل رأسه شيبا ولإختل ميزان عقله ودماغه ولطاش لبه وعقله ولفقد الصواب ولفقد الشمال لهول مايري ولمصاب مايشاهد لفضاعتنا وفضاعة وقثامة حالنا فمابالك إدا أتي إلينا صحابي أو أتي إلينا الرسول فكيف سيكون حاله صل الله عليه وسلم وهو يري أمته وحالها المقيث والدنيئ المنحط والتي أصبحت أحقر وأهون وأدل الأمم من بعد ماتركها خير وأحسن وأفضل الأمم على الإطلاق فمتي يكتمل البناء ومتي ينصلح الحال ياأمة عمها الغي وأطبق عليها الجهل والضلال وياأمة ضحكت من جهلها الأمم فهدا الدي تكلمنا عليه وذكرناه هنا من فساد وإفساد وغي وضلال وإنحراف عن النهج والمنهج لم يصب المسلمين فقط بل الأمر أوسع وأرحب فالعالم برمته يعيش على هذا الوضع و الوقع من الحزن والضنك والشقاء والوعثاء وكل البلايا السوداء فمن أين أتى وحل للعالم هدا الوباء وهدا الطاعون الأسود الدي ليس سوى غضب ومقث الرحمان العزيز الجبار فبكل وضوح وبكل بساطة لكي نجمل في القول والإيضاح والبيان فأنا لم أجد له عنوان سوى عنوان واحد فارق ومعبر ومفسر لهذا الوضع وهدا العنوان ماهو سوى كلمة الإنحطاط بكل ماتحمله كلمة ومفردة إنحطاط من مدلول ومغزي إنحطاط في كل شيء فنحن أمام إنحطاط شامل هدا الإنحطاط الدي لديه أسلحته للدمار الشامل للقيم والمثل والمبادئ القيمية والفطرية التي خلقت مع الإنسان حين ولادته والتي تخلى عنها وتركها وخلفها وراء ضهره بحمقه وغبائه وقلة عقله :
_فأللهم هيئ للأمة أمر رشد ورشاد وألهمها سبل التوفيق والسداد ويسر لها أسباب التمكين والرفعة والسؤدد وأرزقها الولاة والأمراء والسلاطين الصالحين المصلحين فإنك علي كل شيء قادر فأنت لايعجزك شيئ ولا يحدك حد فأنت الكبير العزيز المتعال أمين يارب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف وأطهر وأجمل من وطئة قدماه هاته الأرض والبسيطة الزائلة الفانية وعلي أله وصحبه الغر الميامين الكرام
_ فإن إلي ربك الرجعى في المنتهى والأخير:
_ وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.