أحبيني كما أنا
بقلمي أنور مغنية
أحبيني كما أنا
كما الله خلقني
أحبيني بفرحي وبحزني
أحبيني بعقلي وجنوني
أنا االمنفيُّ من ذاتي
لا أُمَيِّزُ بين أحزاني ومسَرَّاتي
أو بين ما مضى من الزمان
أو الآتي من حياتي
أحبيني كما أنا وكما أحببتكِ
وكما صبغتني الشمسُ
كما أخذَني البحرُ
وأغرقَ سفينتي
وأضاعَ مرساتي
أحبيني بعفويتي وسذاجتي
وأنا القرويُّ الذي لا يعرفُ زخارفَ البناء
لكنني من شعرِكِ نسجتُ خيمتي
ونقشتُ على خصرِكِ
قصَّةَ حياتي
أحبيني كما عوَّدتني
كما شئتِ وكما أردتني
أحبيني بتاريخي، بسهولي وبساتيني
وحيثُ لا ينبغي أن أكتبَ شعراً
وحيثُ لا أكونُ رقيقاً
منمَّقاً في كلماتي
ربما لا أليقُ بحبِّكِ
أو لربما لا أليقُ بأن أكون حبيباً
ربما تتسامين فوقي
إلاَّ أنني يا سيدتي في كلِّ يومٍ
تخرجُ مئاتُ النساءِ
من جوف عباءتي
عامليني ببساطتي
فأنا ريفيٌّ
وأبي ريفيٌّ وأمي ريفيَّةٌ
وصيدُ الظِّباء هوايتي
أحبيني كما أنا
حصاناً عربيَّاً
وأنا ابنُ الجبال والهضابِ
ولا تسألي عن سيرتي الذاتيَّة
فأنا منذُ بدء دخول الضوء إلى عينيكِ
كنت لا أصحو من ثمالتي
أحبيني بغضبي
بعصبيتي وغيرتي
فأنا جارُ البحرِ وصديقُ الليلِ
وفي كلِّ ليلةٍ تجتمعُ الأقمارُ
لتسهرَ على شرفاتي
أحبيني كما أنا
فأنا لا أبيع الحبّ
ولا أتشاركهُ مع غيري
أنا شرقيٌّ ، بدائيٌّ ومتخلِّفٌ
لا أفقهُ شيئاً من الحضارةِ
ولا أُقلِّدُ حضارةَ غيري
إنَّ لي ما يكفيني من حضاراتي
أنور مغنية 25 01 2022