أخبار عاجلة

آخر من تزوج الرسول من أمهات المؤمنين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، والتي كانت من بينهن هي أم المؤمنين السيدة أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها، وهي أم حبيبة واسمها رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية، وهي ابنة أبي سفيان وأخت معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما، وولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاما وهاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى أرض الحبشة، فولدت له حبيبة بأرض الحبشة، وكان عبيد الله بن جحش هاجر مسلما.

 

ثم تنصّر هناك وهلك على نصرانيته، وبقيت أم حبيبة مسلمة بأرض الحبشة، وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في سنة ست من الهجرة، وقيل أنها توفيت سنة أربع وأربعين من الهجرة على الأرجح رضي الله عنها وعن كل أزواجه الطيبات الطاهرات إلى يوم الدين، وهي التي أكرمت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يجلس عليه أبوها أبو سفيان لمّا قدم المدينة قبل إسلامه، وقالت له إنك رجل مشرك فلم أحب أن تجلس عليه، ومنعته من الجلوس عليه، وكما كانت من بينهن هي أم المؤمنين السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها، وهي صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن عامر بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب ابن النضير النحام بن ينحوم، وهي من سبط هارون بن عمران، وأمها برّة بنت شموأل، وهي من بني قريظة، وقد تزوجت مرتين. 

 

فالأولى تزوجها سلام بن مشكم، ثم تزوجها كنانة بن أبي الحقيق، وتم قتله يوم خيبر، وكانت مما أفاء الله على رسوله، فحجبها بعد أن إصطفاها ثم أعتقها، وجعل عتقها صداقها، فأولم علهيا بتمر وسويق، وقسم لها، وكانت إحدى أمهات المؤمنين، وذلك في سنة سبع من الهجرة، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه أمهرها نفسها، وصار ذلك سنة للأمة إلى يوم القيامة، يجوز للرجل أن يجعل عتق جاريته صداقها، وتصير زوجته، وروي عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال بلغ صفية أن حفصة قالت صفية بنت يهودي، فبكت فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” ما يبكيك؟ قالت، قالت لي حفصة إني ابنة يهودي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنك لابنة نبي، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، فبم تفخر عليك؟” 

 

ثم قال ” اتقي الله يا حفصة ” وهذا من خصائصها رضي الله عنها، وكما قيل كانت السيدة صفية حليمة عاقلة، وتوفيت في رمضان في زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه سنة خمسين من الهجرة رضي الله عنها، وصلى عليها مروان بن الحكم ودفنت في البقيع، وكما كانت من بينهن هي أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهي برة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن جرش، وكانت قد تزوجت أبو رهم بن عبد العزّى، والذي كان مشركا ومات على شركه وترك ميمونة أرملة في السادسة والعشرين من عمرها، وبعد وفاة زوجها تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي آخر من تزوج من أمهات المؤمنين.

 

وقد عرفت رضي الله عنها بالزهد والتقوى وكثرة الصلاة والتقرب إلى الله تعالى، كما روت عدة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تتضمن معظمها أحكاما فقهية، وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وفيها نزل قول الله تعالى ” وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين ” وتوفيت في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان بعد أن تجاوزت الثمانين من عمرها، ودفنت بسرف في البقعة التي شهدت دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم بها، وصلى عليها عبد الله بن عباس رضي الله عنه

م أجمعين.

شاهد أيضاً

الحرب القائمة قد تعيد تشكيل العقيدة العسكرية وموازين القوى

بلال سمير  قصفت إسرائيل أهدافًا إيرانية شديدة الحساسية بدقة عالية، ونجحت في اغتيال كبار القادة …